الجوانب الطبيعية للنطق


يُعرف الكلام بأنّه نطام يربط المعنى بالصوت. وينشأ المعنى ذاته في اللغة. واللغة نظام توافقي من الإشارات والرموز المستخدمة وفق قواعد مقررة سلفاً لإيصال المعنى ضمن مجتمع لغوي.

عندما تنشأ علاقة توافقيه بين الرمز والمعنى، فمن الطبيعي أن يلتزم مستخدمو اللغة بهذه العلاقة عندما يريدون التواصل مع بعضهم. إن لكلمة كلب معنى معينا في اللغة الإنجليزية، ولكن يمكن إيصال هذه الكلمة إلى مستخدمي اللغة الإنجليزية الآخرين من خلال الكلام، أو الكتابة، أو من خلال الإشارة بلغة الصم. فالكلام لا يعدو كونه شكلاً للتعبير عن اللغة، ولكن للكلام أهمية خاصة، ذلك أنه الشكل الذي يتعلمه أولا مستخدمو اللغة ذوو السمع الطبيعي.

إنه نظام يربط - بشكل ثابت ومفيد معاني اللغة بالأصوات التي يتم إيصال اللغة من خلالها. لا ترتبط جميع الاختلافات الصوتية في الكلام بالمعنى. فعندما يُعاني شخص من الزكام تختلف طريقته في الكلام، ولكن إذا لم يكن الزكام حادّاً بحيث يجعل الكلام غير مفهوم، فإن العلاقة بين الصوت والمعنى لا تتغير عمّا كانت عليه عندما كان الشخص مُعافى. إن الإشارات الفيزيائية للكلام أي ذبذبات جزيئات الهواء التي تحدث بتأثير مصدر طاقة الكلام البشري. تحمل معلومات أكثر من مجرد التعبير عن المعنى. وعندما ننصت لشخص ما، فإننا نصدر عادة
أحكاماً ليس على المعنى المقصود فحسب، بل على عمر المتكلم وجنسه ومزاجه، وحالته الصحية، وربما لهجته أيضاً.


تعليقات